نحن القانون!

بواسطة | يونيو 8, 2024

بواسطة | يونيو 8, 2024

نحن القانون!

كان اللهُ تعالى يرسل الأنبياء ليُقيم الحُجّة على الناس، فمن أطاع نجا، ومن عصى هلك.. وكان لكل أمة من الأمم السابقة ذنب شهير عُرفت به.

فقوم لوط عليه السلام كان ذنبهم الشذوذ الجنسي، واليهود الذين تحايلوا على أوامر الله، مُسِخوا قردةً وخنازير لأنهم كانوا يطرحون الشباك يوم سبتهم، ثم يجمعونها يوم الأحد، وعادٌ عبدوا الأصنام، وثمود ذبحوا الناقة وكذّبوا صالحاً عليه السلام.

كانت الأُمّة قديماً تُؤخذ بالذَّنب الواحد، لهذا يمكن القول إنّ الحضارة الرأسمالية التي تحكم العالم اليوم هي أوسخ حضارة مرّت في تاريخ البشرية، ذاك أنها تجمعت فيها كل معاصي وآثام الأمم السابقة!

فالشذوذ يُروّج له، وذبح الأطفال على قدم وساق، شِرك وإلحاد ورِبا، قتل للشعوب، واستعمار للبلدان، تنصيب للطغاة، وسرقة لثروات البلاد! ولا شيء أكثر عجباً من جرأة الناس على الله، إلا حلم الله على الناس!

منذ أسبوعين تقريباً، خرج “كريم خان” المدّعي العام لمحكمة الجنايات الدولية، وقال: هناك قادة غربيون أبلغوني أن محكمة الجنايات الدولية أُنشِئت للأفارقة لا للأوروبيين، ولأمثال بوتين وليس للقادة الغربيين!.

عندما شاهدتُ المقابلة مع “كريم خان”، قلت في نفسي: سبحان الله، هذا آخر الغرور والتجبر!. ثم البارحة تبيّن لي أنه ليس لغرور وتجبّر الغربيين آخِر، ولا لاستعلائهم حَدّ!

مجلس النُّواب الأمريكي أقرَّ مشروع قانون يقضي بفرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية إذا حاكمت أشخاصاً محميين من أمريكا أو أحد حلفائها! والله، هذا هو الخبر بالحرف، بلا زيادة ولا نُقصان! يريدون أن يعاقبوا المحكمة التي أنشؤوها إذا حاكمت مجرماً يحمونه، لأنه يحقّق مصالحهم!

أعلى سلطة قضائية في هذا الكوكب ستعاقَب إذا استدعت مجرم حرب محميّ، فمجرمو الحرب كما تعلمون أنواع، منهم من يُحاكم، ومنهم من يأخذ جائزة نوبل للسلام!

كلُّ تجبّر الظالمين عبر التاريخ جمعوه في أنفسهم اليوم..

أمريكا تقود العالم بعقلية فرعون: “ما أُريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد”! والحضارة الرأسمالية الغربية تتصرّف بعقلية عادٍ حين قالوا: “من أشد منا قوة”!

ولكن عليك أن تصفّق لهم، فقد أقنعوك أنك همجي وهم متحضرون، ألا تراهم يأكلون بالشوكة والسكين؟ يكفيك هذا من حضارتهم، ولو شربوا دماء إخوتك في غزَة!

فاللهُمَّ يوماً كيوم فرعون وعاد وثمود وقوم لوط!

أدهم شرقاوي

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!

2 التعليقات

  1. Marwa Alahmad

    د.أدهم شرقاوي فخامة الاسم تكفي وإبداع الحرف يكفي ورقي فكرك يكفي وكل حروف الصدق تؤدي إليك
    حماك الله وذادك علما ونورا

    الرد
  2. رحيق شهاب الدين

    ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾
    ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾
    ﴿ لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾

    إن نهاية الطغاة الملاعين الظالمين المجرمين قد اقتربت؛ فقد عاثوا الفساد في الأرض وعلوا وتكبَّروا وتجبَّروا والله العلي المتكبر الجبار إنَّ وعده نافذٌ لا محالة.
    يا جبار يا قهار يا ذا الجلال والإكرام، عليك بالصهاينة ومَن والاهم، فإنهم لا يعجزونك قد غرَّهم حِلمُك فأرهم غضبك وانتقامك واخسف بهم الأرض واجعلهم عبرةً ولمن خلفهم آية وأذقهم ألوان العذاب في الدنيا قبل الآخرة.

    ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾

    أكرمك الله وأعزك الله ورفع قدرك الله أستاذي القدير.

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...