نهاية النفوذ المصري: لماذا تعارض القاهرة سيطرة إسرائيل على معبر رفح؟
بقلم: مدونة العرب
| 29 مايو, 2024
مقالات مشابهة
-
الأردن قد يدفع ثمنًا باهظًا بسبب حرب نتنياهو على غزة
إن عملية التوازن الدقيقة التي تنتهجها المملكة...
-
الانتخابات البريطانية: ما مدى ثقل أصوات المسلمين، وما أهميتها؟
تم إطلاق حملة "صوت المسلمين"(TMV) في ديسمبر/...
-
نهاية النفوذ المصري: لماذا تعارض القاهرة سيطرة إسرائيل على معبر رفح؟
يشير المحللون إلى أن الرصيف الذي بنته الولايات...
-
المسرحية القاتلة التي تمارسها إسرائيل على مرأى من الجميع تخفي أهدافها الحقيقية
لننس أهداف إسرائيل المعلنة بشأن تدمير حماس.. كان...
-
مقاطعة إسرائيل يمكن أن توقف الإبادة الجماعية
بعد أكثر من أربعة أشهر من الهجوم الوحشي الذي...
-
ماذا بعد أن أصبح اسمه “جو الإبادة الجماعية” بدلًا من جو بايدن؟
في عام انتخابي جديد، يقف الناخبون الأمريكيون...
مقالات منوعة
بقلم: مدونة العرب
| 29 مايو, 2024
نهاية النفوذ المصري: لماذا تعارض القاهرة سيطرة إسرائيل على معبر رفح؟
يشير المحللون إلى أن الرصيف الذي بنته الولايات المتحدة وسيطرة إسرائيل على جميع نقاط الدخول يمثلان ضربة قوية للنفوذ المصري التاريخي في غزة
على مدى عقود، تفاخرت مصر بكونها لاعبًا قويًا في قطاع غزة.. والآن، بعد أن أصبح معبر رفح في أيدي الإسرائيليين، والرصيف البحري الذي أنشأته الولايات المتحدة ينقل المساعدات عن طريق البحر، فقد أثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت مصر تتمتع حقاً بأهمية كبيرة فيما يتصل بالصراع في غزة بعد الآن.
ولا يزال معبر رفح بين غزة ومصر مغلقا منذ أسبوعين، بعد أن سيطرت إسرائيل على المعبر في عملية برية ورفضت القاهرة فتحه من جهة سيناء. وفي هذه الأثناء، بدأ الرصيف العائم الذي بنته الولايات المتحدة في وسط غزة باستقبال شحنات المساعدات عبر ممر بحري من قبرص؛ وحذرت الأمم المتحدة من اعتبار الرصيف بديلا للمعابر البرية، لكن مع سيطرة إسرائيل على جميع الطرق الأخرى وإغلاقها، قد لا يكون أمام عمال الإغاثة خيار آخر.
وكانت مصر منذ فترة طويلة لاعبًا رئيسيًا في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ وفي عام 1979 أصبحت أول دولة عربية تعترف بإسرائيل، وعملت لفترة طويلة كوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ومع ذلك، وللمرة الأولى منذ 45 عاماً، يبدو أن مصر فقدت نفوذها في الصراع.
حتى 7 مايو/ أيار، كان معبر رفح الحدودي هو المعبر البري الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل بشكل مباشر بعد انسحابها من غزة في عام 2005؛ كما أنه كان المنفذ الرئيسي للمساعدات المنقذة للحياة، للقطاع الذي مزقته الحرب منذ أن بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر، على الرغم من الهجمات والقيود الإسرائيلية المتكررة. وقال ريكاردو فابياني، من مجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة تعمل على حل النزاعات: “من الواضح أن السيطرة الإسرائيلية على رفح تمثل ضربة كبيرة لمصر، لأنها تتعارض مع معاهدة السلام لعام 1979 وملحقاتها، وتنتهك سيادة مصر وعلاقاتها بغزة”.
ويقع معبر رفح في منطقة منزوعة السلاح بموجب معاهدة 1979 واتفاق 2005 بين مصر وإسرائيل، وتسمح معاهدة السلام واتفاق 2005 بنشر القوات في منطقة المعبر فقط بعد الاتفاق المتبادل بين الجانبين.. لكن مصر لم تؤكد رسميًا حدوث أي اتفاق مسبق، وأبلغت مصادر رسمية مجهولة وسائل الإعلام أن مصر لم تتلق سوى “إخطار قبل ساعات” من العملية.
تبادل اللوم
وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، تبادلت إسرائيل ومصر اللوم بشأن إغلاق معبر رفح، وتراكمت شاحنات المساعدات التي تحمل المواد الغذائية والإمدادات الطبية للفلسطينيين في غزة على الجانب المصري من الحدود.
قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن معبر رفح مغلق بسبب وجود قوات وعمليات في محيط المعبر، الأمر الذي قال إنه يهدد سلامة قوافل المساعدات. جاء ذلك بعد أن قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن إسرائيل تريد استخدام السيطرة على رفح “لتشديد الحصار على القطاع”. في غضون ذلك، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اللوم على مصر، قائلا الأسبوع الماضي إن القاهرة تحتجز غزة “رهينة” برفضها العمل مع حكومته لإعادة فتح المعبر.
وقال فابياني إن رفض مصر العمل مع إسرائيل لإعادة فتح المعبر يعد “استراتيجية محفوفة بالمخاطر”، وقال لموقع ميدل إيست آي: “من خلال وقف تدفق المساعدات الإنسانية، فإن الوضع على الأرض في غزة معرض لخطر التدهور بشكل أكبر”، وأضاف: “يبدو أن حسابات مصر هي أن هذا التدهور سيدفع الحكومات الغربية إلى تكثيف الضغوط على إسرائيل وإجبارها على التخلي عن سيطرتها على المعبر الحدودي”.
لذا، وإلى أن تستسلم إسرائيل، فمن غير المرجح أن تتعاون مصر.. لكن هذا النهج يبدو محفوفًا بالمخاطر، وليس من الواضح ما إذا كان سينجح أم لا.
رصيف غير فعال
ووفقا لمسؤولين أميركيين، فإن الرصيف العائم الجديد، الذي بدأ تشغيله يوم الجمعة ويسمى “ترايدنت”، سيساعد في توصيل ما بين 90 إلى 150 حمولة شاحنة إضافية إلى غزة يوميًا.
وحتى الآن، تم نقل 10 شاحنات فقط إلى مستودع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في دير البلح وسط قطاع غزة. وتقول الأمم المتحدة إن هناك حاجة إلى 500 شاحنة مساعدات يوميا لتلبية الاحتياجات الملحة في غزة، حيث تسود المجاعة. وقال مسؤول بالأمم المتحدة لرويترز إنه لم يتم استلام أي مساعدات على مدار يومين، في حين وصلت خمس شاحنات فقط إلى المستودع يوم السبت، وتم إيقاف وإفراغ 11 شاحنة من قبل الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا في الطرقات. وقالت الولايات المتحدة إن الرصيف استقبل أكثر من 569 طناً من المساعدات الإنسانية، ولكن لم تصل جميعها إلى المستودعات.
والآن، بعد أن أصبح الرصيف هو الطريق الوحيد المتاح للمساعدات، وفي حين تسيطر إسرائيل على جميع المعابر البرية، تواجه مصر معضلة.
قال روبرت سبرينغبورج، الخبير في شؤون مصر وأستاذ العلوم السياسية، إن إعادة فتح معبر رفح أمر لا مفر منه. وأضاف لموقع ميدل إيست آي: “إن الرصيف الذي توفره الولايات المتحدة إلى جانب نقاط الوصول إلى غزة، التي تسيطر عليها إسرائيل، لن يكون كافياً لتزويد سكان غزة بالإمدادات، لذلك يجب إعادة فتح معبر رفح في المستقبل غير البعيد”، وأكد أنه “إذا تم إغلاق معبر رفح بشكل دائم أو لفترة طويلة، فإن ذلك يقلل بالضرورة من نفوذ مصر، إلا إذا قامت القاهرة بتصعيد المخاطر من خلال اتباع سياسات أكثر عدوانية تجاه إسرائيل مما هي عليه حتى الآن”.
كما دق المعلقون والمذيعون المصريون ناقوس الخطر بشأن فقدان مصر نفوذها في غزة.. قال عمرو أديب، المذيع في قناة “إم بي سي مصر” المملوكة للسعودية، والمعروف بعلاقاته الوثيقة مع النظام المصري، في برنامجه اليومي، إن إسرائيل تسعى إلى تهميش مصر. وقال “إنهم يريدون إضعافنا سياسيًا في هذه العملية، يريدون تجريدنا من نفوذنا”!
ويتفق معه سمير راغب، اللواء المتقاعد في الجيش، والمحلل الأمني الذي استضافه أديب، قائلا: “مصر تريد معبرًا خاضعًا للسيطرة الفلسطينية على أساس اتفاق 2005”. وتعليقًا على الرصيف الجديد، قال إنه كان بإمكان إسرائيل استخدام الموانئ المصرية، مثل العريش، لنقل المساعدات إلى رفح، لكنها اختارت بدلاً من ذلك العمل مع الولايات المتحدة، التي تشاركها أهدافها لمستقبل غزة. وأضاف راغب إن “مصر تدعم القضية الفلسطينية، لكن المعابر تظل همها الرئيسي”.
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في تاريخها السياسي والاجتماعي، تمثل في سقوطها بيد العسكرة الإمبراطورية البيزنطية في القرن الرابع الهجري، وجاء في إطار الصراع السياسي والعسكري المستمر بين الإمبراطورية البيزنطية والدولة الحمدانية العربية، التي كانت تسيطر على...
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض الانصياع للقانون الأدبي لتكون حرة طليقة لايحكمها شيء.. وتحكم هي بمزاجها ما حولها.. تأطيرها في قانون متفق عليه لتخرج من كونها حكما مزاجيا، وتدخل عالم التدرج الوظيفي الإبداعي الذي نستطيع أن نتعامل معه ونقبل منه الحكم على...
هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها؟
مع تزايد الدعوات في واشنطن لكي تتولى أوروبا مسؤولية دفاعها وأمنها، ترتجف بروكسل خوفًا من النتائج.. إن التحول في الكيفية التي ينظر بها كل من جانبي الأطلسي إلى موقف الآخر من شأنه أن يوفر الدفعة التي يحتاجها الاتحاد الأوروبي لكي يصبح حليفًا أقل اعتمادًا على الولايات...
0 تعليق