ولكنه قد كان.. فصدِّق!

بواسطة | أبريل 20, 2024

بواسطة | أبريل 20, 2024

ولكنه قد كان.. فصدِّق!

لو قيل لك قبل أربعين عاماً من الآن، وأنت المطبوع في ذهنك صورة الجيوش العربية التي لم تصمد أمام جيش الاحتلال أكثر من ست ساعات، إنّ شيخاً قعيداً على كرسي مُدَوْلب، بصدد أن يُنشئ حركة لتقف بوجه هذا الاحتلال، أكنتَ تُصدِّق ؟! ولكنه قد كان، فصدِّق!

لو قيل لك إن هذا الشيخ، وهو على كرسيه هذا، سيهزّ أركان دولة هي الابنة المدللة لهذا الكوكب، وأنه سيكون من الخطورة بمكان أن تنتظره طائرات الأباتشي عند عتبة المسجد وهو خارج من صلاة الفجر، لأنها رأت أن دواليب كرسيه أقوى من جنازير دباباتها، أكنت تصدِّق؟ ولكنه قد كان فصدِّق!

لو قيل لك إن الأمر قد بدأَ بحجر وسكين وزجاجة حارقة، ومسدس وحيد لا يثبت مشط رصاصه فيه إلا إذا أسندته بكفّ يدك، أكنت تُصدِّق؟! ولكنه قد كان فصدِّق!

لو قيل لك إن هؤلاء الذي يسيرون بعكس نظام الكون، وسُنن الأشياء، الغريبون كجدول ماء يتسلَّق جبلاً بدل أن ينحدر منه، وأنت الذي تعرف أن الجداول لا يمكنها أن تتسلّق الجبال، قد قرروا أن ينتقلوا من الحجر والسكين والزجاجة الحارقة إلى صنع صاروخهم البدائي الأول أكنت تصدِّق؟! ولكنه قد كان، فصدِّق!

وإنه لو قيل لك إن رجلاً كان يدرّس في جامعة فرجينيا للتقنية، قد نظر إلى ذاك الصاروخ البدائي في مدينته، فقال في نفسه: ماذا أفعل هنا وهم يحتاجونني هناك؟ سأقلِب المعادلة!. عاد وأعمل جمجمته، وصبَّ كل ذرّة من كيانه وهو يطوّر منظومة صواريخ المقاومة، فلم ينل وسام الشهادة إلا وكان قد رأى صاروخه الأثير على قلبه، عيّاش ٢٥٠!. لم تقرأ رقماً خاطئاً، هذا الرجل قصف مطاراً على بعد ٢٥٠ كلم من مدينته المحاصرة، أكنت تصدّق لو قيل لك كل هذا؟! ولكنه قد كان فصدِّق!

لو قيل لك إن أولئك، الثُّلّة القِلَّة الذين بدؤوا بالحجر والسكين والزجاجة الحارقة، قد صاروا في بضع سنين – بضع سنين فقط، وهم تحت الحصار- جيشاً جرَّاراً، ألوية وفِرقاً، وكتائب نخبة وكتيبة حُفّاظ، وحدة صواريخ ووحدة ظلّ واستخبارات، ضفادع بشرية وسلاح هندسة، كتيبة مسيّرات وسلاح إشارة.. أكنت تصدِّق؟ ولكنه قد كان فصدّق!

لو قيل لك إنه في يوم، وعلى غفلة من العالم كله، هؤلاء أنفسهم الذين بدؤوا بالحجر والسكين والزجاجة الحارقة قد أبادوا فرقة غزّة في جيش الاحتلال عن بكرة أبيها في أربعين دقيقة، داسوا رؤوس الجنود بأحذيتهم، قتلوا وأسروا وأثخنوا، أكنت تصدِّق؟ ولكنه قد كان فصدِّق!

لو قيل لك قبل عام إن بضعة رجال محاصرين سيصنعون طائرة وينقضُّوا على أقوى جيش في المنطقة، هل كنت تصدِّق؟

‏لو قيل لك قبل عام إن الطائرة التي صنعوها في ورش الحدادة ستُحلّق فعلاً، لن ترصدها الأقمار الصناعية، وستُفلت من الرادارات، أكنت تصدّق؟ ولكنك الآن، تعلم أنهم صنعوا معجزة!

ولو قيل لك الآن إن هذه العصابة لن تُكسر أبداً، وإنه لن يطول الوقت حتى تراهم في باحات المسجد الأقصى، فلربما لن تصدِّق.. ولكن، والذي خلق السماوات والأرض إن هذا سيكون، فصدِّق!

أدهم شرقاوي

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!

3 التعليقات

  1. رحيق شهاب الدين

    ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَىٰ﴾

    رحم الله قائدنا وشيخنا وتاج رؤوسنا الشهيد المؤسس أحمد ياسين رحمة الله تغشاه ورضي الله عنه وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والصالحين. 🤍
    فلتنم قرير العين يا شيخنا؛ روحكَ وبصمتكَ حاضرةٌ في الفكر والميدان ومع كلِّ صاروخٍ وقذيفةٍ ورصاصةٍ يطلقها القسام، لقد صنعتَ رجالاً جنوداً أبطالاً، حقاً لقد صنعتَ جيش محمد! 🤍

    ما شاء الله تبارك الله، عشنا ونعيش مع مجاهدينا الأبرار العظماء الأطهار 🤍 آيات الله عزَّ وجل واقعاً، نعيش معهم معجزاتٍ من زمن الصحابة والتابعين!
    وإنَّ نصرهم قد كان ونصرهم العزيز المبين سيكون بإذن الله ووالله إننا نؤمن ونوقن ونصدِّق!

    ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ ﴿إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ﴾

    الحمد لله الذي أكرمنا بأن شهدنا معجزات وبطولات وملاحم معركة طوفان الأقصى المباركة التاريخية الأسطورية، ونسأله أن يُكرمنا بأن نشهد النصر العزيز المبين لجند الله المخلصين قريباً بإذن الله. 🤍

    جزاك الله خيراً وبارك الله فيك ورضي عنك وأرضاك وجعلك في أعلى عليين أستاذي القدير، مقالٌ رائع يشرح الصدور وكلماتٌ تلامس الروح وتبعث الأمل. 🤍

    الرد
  2. رباب عقار

    سلمت يداك وبارك الله فيك وحفظ الله اهل غزة وارض غزة

    الرد
  3. فهد صفا

    اسأل الله ان يجزيك كل خير على هذه الكلمات التي تنهض بالهمم الى القمم وتريح النفس وتشحن المعنويات بالطاقة

    الرد

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...