يوسف أبيضاني وحلو وشعره كيرلي!

بواسطة | أكتوبر 28, 2023

بواسطة | أكتوبر 28, 2023

يوسف أبيضاني وحلو وشعره كيرلي!

السلام عليكِ يا أُم يوسف، اطمئني، يوسف الآن في الجنة مع إبراهيم عليه السلام وقد هدَّأَ روعه، ولعل سارة الآن تسرّح شعره! وهو على ما تحبين، أبيضاني وحلو وشعره كيرلي! كل أولادنا أولادك يا أُم يوسف، ولكن لن نعطيك إياهم كي لا تتجشمي عناء تربيتهم، سنربيهم لك ليثأروا ليوسف.. لست وحدك صاحبة العزاء ووليّة الدم، على هذه الأرض المأتم كلنا أصحاب ثأر!
السلام عليك يا وائل الدحدوح، السلام على صوتك لا يقلّ بأسا عن رشقات الكتائب، السلام على كبريائك الذي تسمّرنا أمام الشاشات لنتعلمه، السلام على دموعك تخبرهم أنهم وإن أبادونا فلن يقتلوا فينا الإنسان! السلام على زوجتك وأبنائك في الخالدين يا أبا حمزة، في الخالدين.
السلام عليكِ أنتِ أيضا، لا أعرف اسمكِ، ولكن صراخكِ “أولادي ماتوا بدون ما يوكلوا” ما زال يدوي في رأسي، ضجيج صوتك لم يفارقني حتى اليوم، بكيتُ أولادك معكِ ليلة فقدهم! وكم تمنيتُ لو جئتكِ فقلت لك: في الجنة طعام كثير ولن يناموا جياعا بعد الآن.. كنت سأقول لك: سامحينا، لو كان الأمر بأيدينا لقاسمناك طعام أولادنا، ولكننا أمة لا تمون حتى على معابرها!
السلام عليك يا أبا هارون، “ما تعيّطش يا زلمة، كلنا شهداء”، السلام على قلبك فيه عقيدة وتوحيد أكثر مما في كتب كُلّيات الشريعة!
السلام عليكِ أنتِ التي تقولين عن ابنك: “بدي شعرة منه، بس شعرة قبل ما تدفنوه!”.. ماذا فعلتِ بخصلة شعره تلك الليلة، أتخيلك وقد بقيتِ ساهرة تمسحين عليها بيدك كأنك تحكين له حكاية! احتفظي بتلك الشعرات، وإياك أن تفرّطي بها، يوما ما سنعطيك بكل شعرة رأسا منهم!
“هاي أمي بعرفها من شعراتها”!.. إن منظر الأم مريضةً ليهدُّ الرجل الشديد، فكيف بمشهد أمٍّ شهيدةً أمام طفلة!
بعض المشاعر تُحَسُّ ولا تُكتب!
لكم الله يا أهل غزّة، لكم الله، ستبقى أقوالكم عالقة دوما في ذاكراتنا، ستبقى أصواتكم ترنّ في مسامعنا، وإن الوجع ليس وجع الذي مضى، وإنما وجع الذي بقي!
–  زوجي استشهد يا جماعة!
–  رايح أدفن أبوي بسيارتي!
–  تركتك ثانية واحدة بس، سبت إيدي ليش!
–  والله عروسة حامل!
–  يا ريتني ضليت معك!
–  سبتني لمين؟!
–  دارنا راحت، وين بدنا نقعد؟!
–  فدى الأقصى يمّة.. فداه!
هذه جُمَل قلتموها أنتم مرَّة وسنسمعها نحن إلى الأبد، كنا نحتاجها جدا، لعل ضميرا نائما يستفيق!

أدهم شرقاوي

لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...