نتنياهو يواجه معضلة الرهائن مع احتدام الجدل السياسي الإسرائيلي

بواسطة | يناير 26, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بواسطة | يناير 26, 2024

نتنياهو يواجه معضلة الرهائن مع احتدام الجدل السياسي الإسرائيلي

الاتفاق الآن على إطلاق سراح الرهائن قد يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بعض الدعم في وقت انهارت فيه شعبيته، لكن التنازلات قد تكلفه دعم كتلته وحلفائه الرئيسيين

مع تزايد الخسائر العسكرية الإسرائيلية في غزة، يجد بنيامين نتنياهو نفسه في معضلة؛ فقد تراجعت شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه، سيخسر نصف مقاعده في الانتخابات -إذا أجريت الآن- لصالح معارضة وسطية متجددة.

لم ينسَ الناخبون الإسرائيليون الإخفاقات الصارخة، التي سمحت لحماس بمهاجمة جنوب إسرائيل من غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ما أسفر عن مقتل 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين، واختطاف نحو 240؛ ولكن إخفاق الهجوم الإسرائيلي على غزة في تحقيق نتائج ملموسة، وفشله في إحراز “النصر الكامل”، أصبح الآن مهما أيضًا؛ فقد ارتفعت الخسائر العسكرية الإسرائيلية في الأفراد إلى 221، ولم يحدث أي اختراق استراتيجي! ربما تدهورت قدرات حركة حماس بشكل خطير، لكن قيادتها العليا ما زالت على حالها، وتم إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة مرة أخرى في الأسبوع الماضي.

إن السياسة، التي جرى تجميدها في إسرائيل في أعقاب هجمات أكتوبر/ تشرين الأول، بدأت الآن في “السخونة” من جديد.. تتحدث وسائل الإعلام المحلية الآن عن “تجدد المعارضة” لنتنياهو؛ ويحذر المراقبون المتمرسون من المبالغة في توقع أي تهدئة، مشيرين إلى عدم وجود أي تعبئة جماهيرية، وأن معظم الإسرائيليين لا يزالون منغمسين في حزنهم الشخصي، أو مخاوفهم بشأن أقاربهم الذين يرتدون الزي العسكري. ولكن هناك علامات على التغيير، وقد أصبح أقارب الرهائن الذين ما زالوا في غزة أكثر صخبًا؛ فقد أغلقوا طريقًا سريعًا في الأيام الأخيرة، وعطلوا جلسة استماع للجنة في البرلمان.

وفي الأسبوع الماضي، اتهم غادي آيزنكوت، رئيس أركان الجيش السابق وعضو مجلس الوزراء الحربي الذي شكله نتنياهو بعد هجوم أكتوبر، رئيسَ الوزراء بنيامين نتنياهو بتضليل الجمهور وإيهامه بإمكانية تحقيق نصر سريع في غزة. وقد تردد صدى الانتقادات لأسباب، ليس أقلها مقتل نجل آيزنكوت نفسه في غزة في شهر ديسمبر.

وقال البروفيسور جدعون رهط، من الجامعة العبرية في القدس: “على المدى الطويل، تصبح الخسائر البشرية كبيرة، لأن الناس يبدؤون في التساؤل عن العائد الذي يحصلون عليه مقابل هذا الثمن الباهظ، وقد أعلن السياسيون أن الانتصارات ستأتي بسرعة كبيرة، وهذا أمر بات الآن محل شك”.

يشير المحللون إلى أن نتنياهو يمكن أن يحصل على دفعة في استطلاعات الرأي -وإن كان ذلك على المدى القصير- إذا وافق على صفقة مع حماس لإطلاق سراح الرهائن؛ لكن حتى الاتفاق على وقف قصير للهجوم في غزة قد يُفقد نتنياهو دعم السياسيين اليمينيين المتطرفين، الذين يشكلون عصب حكومته الائتلافية؛ وهذا لن ينهي حكمه، لكنه سيقوضه بشكل خطير.

هناك سيناريوهات متعددة لما سيحدث خلال الأشهر المقبلة، يؤدي العديد منها إلى ترك رئيس الوزراء المخضرم، البالغ من العمر 74 عامًا، منصبه.

يعتقد بعض المحللين أن الانتخابات المبكرة أمر محتمل، ويقول آخرون إنه لن يخاطر أي سياسي بخوض انتخابات في وقت الحرب، لكنهم يعترفون بأن الحسابات البرلمانية الخاصة بالتصويت الناجح بحجب الثقة لا تتفق مع الواقع في الوقت الحالي؛ فمعارضة نتنياهو منقسمة بشكل ميؤوس منه أيضًا.

بنيامين نتنياهو – أو “بيبي”، كما هو معروف- ظل في السلطة لفترة أطول من الأب المؤسس لإسرائيل ديفيد بن غوريون، ويواجه احتمال السجن بتهم الفساد. لقد وقع في مواقف صعبة من قبل ونجا، وحتى لو تمت الدعوة لإجراء انتخابات غدًا، فقد يستغرق الأمر ستة أشهر قبل تشكيل حكومة جديدة.

يقول أحد الخبراء المطلعين: “الإطاحة بنتنياهو ليست حتمية، وبالتأكيد ليست فورية؛ إنه ينتمي لفئة مختلفة عن أي شخص آخر في المشهد السياسي الحالي، وهو دائمًا يتفوق تحت الضغط”.

ويقول روني دويك – وهو رجل أعمال وناشط اجتماعي- إن الإسرائيليين بحاجة إلى أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون أن تنقلهم الحكومة نفسها إلى “المرحلة التالية”.. ويضيف دويك، الذي أنشأ مبادرة “يلادينو للصمود” لتقديم الاستشارة والخدمات الأخرى لآلاف الأطفال الإسرائيليين الذين شردهم الصراع: “إذا كنت تدير شركة ضخمة تعمل في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وتكبدت شركتك خسائر، فمن المؤكد أنك ستريد من مجلس الإدارة أن يغير الإدارة، لقد غفلت القيادة، ونحن ندفع ثمنًا باهظًا”.

لكن الرأي العام الإسرائيلي منقسم، ويطالب المتظاهرون في الأيام الأخيرة، بما في ذلك المحاربون القدامى المسرحون من القتال في غزة، بالتزام أكثر صرامة بمواصلة الهجوم الذي أودى بحياة 25 ألف فلسطيني في القطاع، معظمهم من النساء والأطفال، بينما لعائلات الرهائن وجهات نظر مختلفة أيضًا.

وقالت ميراف زونسزين، المحللة الإسرائيلية في مجموعة الأزمات الدولية: “قرار نتنياهو هو عدم اتخاذ قرار، والمماطلة على أمل أن يحدث شيء ما”. وأضافت: “لا يزال هناك إجماع على أن الحرب ضرورة ومبررة، لكن الناس يريدون بشكل متزايد أن يتولى شخص آخر القيادة، ويعتقدون أن نتنياهو يجب أن يرحل، ليس في وقت لاحق غير محدد، بل الآن”.

المصدر: الجارديان
تاريخ النشر: 23/01/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

هموم عُمَريّة في الساعات الأخيرة ومصير المتآمرين على اغتيال أمير المؤمنين

هموم عُمَريّة في الساعات الأخيرة ومصير المتآمرين على اغتيال أمير المؤمنين

بعد أن طُعن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه في المحراب في صلاة الفجر، يومَ الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة، في السنة الثالثة والعشرين للهجرة، احتمله الناس إلى بيته وجراحُه تتدفق دما. همّ الخليفة أن يعرف قاتله كان من أوائل ما طلبه أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أن يعرف...

قراءة المزيد
حينما يتمسح العرب بزيدان ولامين يامال وشاكيرا وأوباما !

حينما يتمسح العرب بزيدان ولامين يامال وشاكيرا وأوباما !

أواخر التسعينيات من القرن الماضي، فوجئ العرب بحدث مثير: صور تملأ وسائل إعلام الدنيا تجمع "دودي الفايد" مع.. من؟. مع أميرة الأميرات وجميلة الجميلات "ديانا"!. للتذكرة.. "دودي" (أو عماد) هو ابن الملياردير محمد الفايد، المالك السابق لمحلات هارودز الشهيرة فى لندن. نحن –...

قراءة المزيد
الغربي الآخر بين سعيد ومالك بن نبي

الغربي الآخر بين سعيد ومالك بن نبي

ظل مالك بن نبي مصراً على أن ملحمة الاستقلال العربي الإسلامي، الممتد إنسانياً بين أفريقيا وآسيا، تنطلق من معركة التحرير الفكري بشقّيها؛ كفاح الكولونيالية الفرنسية عبر روح القرآن ودلالته الإيمانية، ونهضة الفكر الذاتي الخلّاق من أمراض المسلمين، والرابط الروحي والأخلاقي...

قراءة المزيد
Loading...