بأية حال.. يا عيد؟
بقلم: علي المسعودي
| 16 يونيو, 2024
مقالات مشابهة
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
مقالات منوعة
بقلم: علي المسعودي
| 16 يونيو, 2024
بأية حال.. يا عيد؟
لا أدري ما السبب الذي جعل الشاعر العربي يتحول بفرحة العيد إلى منطقة الحزن والألم، ليجعله يوم حسرة.. وغربة!
مثلا.. هذا حال ابن زيدون في يوم العيد:
إن كان عَـادَكم عـيـد فَـرُبَّ فـتـىً بالشوق قد عَادَهُ من ذِكْركم حَزَن
وفي الشعر الشعبي يهجس رفعان العرجاني:
علّقت ثوب العيد الأول، وعلّقت بقـيّـة أحلامي على ثاني الـعـيـد
وقلب الشاعرة “عابرة سبيل” في ليلة العيد يقطر حزنا.. وهي تخاطب الغائب الذي يشحّ في الإجابة:
وين انت ياللي عيدنا في محياك
كف القدر من ضيقة الخلق بسته
من يوم ما لوحت لي كف يمناك
لليوم دمعي بالخفا ماحبسته
ومن يوم ماذوقتني حر فرقاك
والياس زرعه في حياتي غرسته
أما المتنبي، فيضع العيد على طاولة السؤال، ويمد استفهامه عبر الزمن.. ليجعل الأيام ترتبك وهي تتحضر للإجابة:
عـيـدٌ بأيـة حالٍ عـدت يا عـيـد بما مضى أم بأمرٍ فيكَ تجديد؟
وأنت لا تدري، أكان أبو الطيب يحاكم العيد على ما مضى ولا يريده أن يعود به، أم يهز كتف ذلك اليوم مهدداً، كي لا يغيّر ما أثّثه في حياته!
وفي عيد الفطر الذي مضى، قال لي الصديق الشاعر محمد ياسين صالح:
أظـلـنـا العـيد والأعـياد تجـديد وكـل أمـر إلـى مـولاه مـردود
العيد ضيـف حقـيقٌ أن نكرمه والجود عادةُ مَن عاداته الجود
لا لن نقول له والنفس موجعةٌ عـيـدٌ بـأية حال عدت يا عـيـدُ
فقلت له:
أبــلـغ أمـيّـــة أقــصــاها وأدنـاهــا: للعيد نصر بنصـر الـقـدس معـقـود
نحن السحاب على من جاء مجلسنا وللــعــدو مشــائـيــم مــنــاكـيـد
والخيل تعرف يوم الخطب صولتنا لـذا يـقـال: عـظـيم الـقـدر مـوجـود
لكنه يحرف وجهة الحديث إلى وعد ربما نسيته، وربما تناسيته.. يخص حسابه البنكي تحديدا، فيقول:
ما لي أراك تناسى ما وعدت به عند الأجاويد لا تُنسى المواعيد
فأجيبه:
حيّـاك ربي وخـذهـا مـن (طنا راسي) إن جاء ذكر الندى.. جاء “المساعيد”!
ورغم أن المتنبي ليس من (الطنايا)، فإنه يملك الكثير من صفاتهم.. خاصة وهو يجعل (راسك يشوش) في مدحه! ولو ألبسه وسقاه سيف الدولة الذهب، ما وفاه حق هذا البيت:
هنيئًا لكَ الـعـيـد الـذي أَنـت عـيـده وعـيـدٌ لِمن سمّـى وضَـحّـى وعَيَّدا
فَذا اليوم في الأيام مثلكَ في الورى كما كنـتَ فـيـهم أَوحَـدًا كان أَوحَـدا
ويحسن بنا أن نختم بأبيات مبارك الخليفة، التي تحتاج من النشامى أن يردّوا عليه ردّاً قاسياً.. حين يقول:
الـعـيـد لا مـنّـك لـقـيـت الـمزايين
ماهوب لا مـنّـك لـقـيـت النشامى
الطـيـبـيـن الـنادريـن الـعـزيزيـن
غالـيـن واسبـاب الـمحـبّـة تنـامى
بس القلوب الخضر تحتاج للزين
حـاجة بـزاريـن صـغـار ويتامى
وكل عام وأنتم بخير
كاتب له مؤلفات في الشعر والنقد والقصة
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي وخالد في تاريخ سوريا والمنطقة كلها؛ فالحدث فيه كبير جداً، وأشبه بزلزال شديد لن تتوقف تداعياته عند حدود القطر السوري، لعمق الحدث وضخامته ودلالته، وهو الذي يمثل خلاصة نضال وكفاح الأخوة السوريين على مدى ما يقرب من نصف قرن ضد...
0 تعليق