هنيئًا يا هَنِيَّة
بقلم: أيمن العتوم
| 5 أغسطس, 2024
مقالات مشابهة
-
الطّفلُ المرعوب.. الجَمِيع يُشاهِدون
بجسدٍ نحيل، لطفلٍ لم يتعرّف إليه أحد، وببنطالٍ...
-
أطفال غزة يصافحون الموت
إنَّ الحرب الجائرة على سكان قطاع غزة لم تخلق...
-
لعنة الصحافة من “فوزية” لـ “هنيدي”!
لن يعرف قيمة أمه، إلا من يسوقه حظه العاثر...
-
سقوط حلب.. في سياسة الحمدانيين
شهدت مدينة حلب السورية الشهيرة حدثًا بارزًا في...
-
الناقد ومراوغة النص..
استكشاف حالة التقييم المراوغة.. تلك التي ترفض...
-
شكرا للأعداء!
في كتاب "الآداب الشرعية" لابن مفلح، وكتاب "سراج...
مقالات منوعة
بقلم: أيمن العتوم
| 5 أغسطس, 2024
هنيئًا يا هَنِيَّة
نحنُ لا نرثي شُهداءَنا، ولكنّنا نُهنِّئُ بهم، قضى غريبًا في بلدٍ غريبٍ، فطوبى للغرباء..
تقدَّمْ نَحوَ مَجْدِكَ يا هَنِيّةْ
مَقامُكَ ليسَ في الدُّنيا الدَّنِيَّةْ
تقدّمْ فالدُّروبُ السُّودُ طَمّتْ
وعَمّتْ كُلَّ ناحيةٍ بَلِيّةْ
تَقَدّمْ في ثَباتٍ جَعْفَرِيٍّ
ولا ترهبْ جُيُوشَ البربريَّةْ
تَخَالفَ في الحَياةِ النَّاسُ حتّى
رأوها غايةً وَهِيَ الغَوِيَّةْ
وما فيها إذا امتُحنِتْ حياةٌ
ولا فيها لِمُنْتَجِعٍ بَقِيَّةْ
هِيَ الأفعى، تُبَدِّلُ كلّ يومٍ
لخاطِبِها جُلودًا مُخمليَّةْ
فمُتْ حُرًّا على ظَمَأٍ، وإلا
تَمُتْ عبدًا على رِيٍّ، مَطِيَّةْ
سبيلُ الخالِدين: كِتابُ حَقٍّ
وعَزْمٌ راشِدٌ والبُندُقيَّةْ
******
فتًى كانتْ مَدامِعُهُ حَنانًا
إِذَا عَثَرَتْ بِأَرْجُلِها صَبِيَّةْ
على كَفَّيْه يربو كُلُّ رَوْضٍ
وتَغدُو كلُّ مَوْمَاةٍ نَدِيَّةْ
فتًى قد كانَ مَمْلُوءًا إباءً
وأعطافًا تَقلَّبُ فِي الحَمِيَّةْ
وَمَنْ يَحنُو عَلَى وَطنٍ ذَبِيحٍ
وشَعبٍ سَاوَمُوهُ عَلى القَضِيَّةْ
أرادُوا انْ يُباعَ فكانَ رُمحًا
به فُقِئَتْ عُيُونُ التّابِعِيَّةْ
فتًى كانتْ لِبَسْمَتِهِ طِباعٌ
تُهدهِدُ كُلَّ مُتعَبةٍ شَقِيَّةْ
قَضَى مِنْ قَبلِهِ أبناءُ صدقٍ
وأحفادٌ وأنفاسٌ زَكِيَّةْ
فما وَهَنَتْ لَهُ عَزَماتُ بَأْسٍ
وما نالت به الأعداءُ طِيَّةْ
ترجّلَ فارسُ المَجدِ المُرَجَّى
وربُّ المُلتَقَى والأَرْيَحِيَّةْ
ومَنْ كانتْ حَكَايَاهُ عِذابًا
تَنَاقَلُها أحادِيْثُ العَشِيَّةْ
لِمثلِكَ تُنسَجُ الأشعارُ فخرًا
وتُستَصْفَى لِطَلْعَتِكَ البَهِيَّةْ
*****
فتًى حُرٌّ وهل في النّاسِ حُرُّ
يصولُ على المنيَّةِ بالمَنِيَّةْ؟!
يَراهُ الموتُ مُندفِعًا إليهِ
كأنّ لَدَيْهِ ثَأرَ الخَيْبَرِيَّةْ
قَدِ اختارَتْكَ مِنْ بَينِ البَرَايا
لِجَنَّتِها يَدُ الله العَلِيّة
طَرِيقٌ لم تكنْ فيها وحيدًا
وإنْ كانتْ مَسالِكُها عَصِيَّةْ
وما ضَرّ القليلَ إذا تسامَوا
وغصّتْ بالوُحُولِ الأكثريَّةْ
وَكَمْ بدرًا بليلٍ مُدلهِمٍّ
يُضيءُ المُطبِقَاتِ الحِنْدِسِيّةْ؟
أَتَوْه عَلَى خُيُولِ المَوتِ فجرًا
وَهَذَا الفَجْرُ حَتْفُ الأحمديَّةْ
فلمّا لَمْ يَكُنْ مِنْ بَعدُ صُبْحٌ
تَسَرْبَلَ بِالثّيابِ السُّندُسِيّةْ
تَلاقَى والقَوافلُ قبلُ تَتْرَى
تَفاضَلُ بَينَها في الأسبقِيَّةْ
تُهنَّى فيكَ أقوامٌ، وتُزْرِي
بأقوامٍ، هَنِيئًا يا هَنِيَّةْ
صدر لي خمسة دواوين وسبعَ عشرة رواية
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
مع الهمجية ضد التمدن
يراوح روسو نظرته النقدية الصارمة للتمدن مقابل التبسط، والفلاحة والريف مقابل التجارة والصناعة، وهكذا يُثني على قصة شعوب أوروبا البسيطة القديمة، بناء على مخالفتها للمدنية التي تحدث عنها في إميل، ولا بد من ربط رؤاه هنا، لوضع نموذج الشعب البسيط غير المثقف، في السياق...
الطّفلُ المرعوب.. الجَمِيع يُشاهِدون
بجسدٍ نحيل، لطفلٍ لم يتعرّف إليه أحد، وببنطالٍ لا يُعرَف له لون لأنّ الطّين غَطّاه كُلَّه، وبجسدٍ عارٍ حال لونُه الطّبيعيّ إلى اللّون المُعفّر، وفي شارعٍ مُجَرّف جرى فيه صوتُ الرّصاص والقذائف فحوّله إلى خطٍّ ترابيّ تتوزّع عليها بقايا أبنيةٍ أو محلاّتٍ مُهدّمة، رفع...
أطفال غزة يصافحون الموت
إنَّ الحرب الجائرة على سكان قطاع غزة لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، الذي يدفع فاتورته بصورة يومية أطفال غزة الأموات مع وقف التنفيذ.. فإسرائيل في عملياتها العسكرية- جوية كانت أم برية- في قطاع غزة والضفة الغربية لا تستثني...
0 تعليق