
على ضفاف القصيدة
بقلم: علي المسعودي
| 22 سبتمبر, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: علي المسعودي
| 22 سبتمبر, 2024
على ضفاف القصيدة
على الناقد أن يعي المعاني الملتبسة في النص..
فالوعي مادة الإنصاف
وللإنصاف قواعد يرتفع عليها بنيانه.. كالفصاحة والعدل، والصدق، والأمانة، وسعة الاطلاع، وسرعة البديهة.. وكلما زادت نسبة الصفات لدى الناقد زاد فهمه ووعيه ومن ثم يتحقق الإنصاف..
فمن الشعر شعر ملتبس، يعطيك وجها ويخفي وجهاً آخر.
ومن الشعر.. شعر لا تدرى أمدح هو أم هجاء!
دفع أعرابي ثوبا إلى خيّاط، فقال الخياط: لأخيطنّه خياطة لا تدري أقَباء هو أم دواج، فقال: لأقولن فيك شعرا لا تدري أمدح هو أم هجاء. وكان الخياط أعور. فأنشد الأعرابي:
(خاط لي زيد قبا
ليت عينيه سوا)
فلم يدر أدعا له أم دعا عليه!
ولما أنشد النابغة النعمان بن المنذر قوله:
تخفّ الأرض ما غبت عنها
ويبقى ما بقيت به ثقيلا
غضب النعمان، وقال: لا أدري أمدحني أم هجاني؟ فأتى زهير فأخبره فقال: حق له أن يغضب، ولكن قل بعده هذا البيت:
أظنّك مستقرّ العزّ منها
فتمنع جانبيها أن تزولا
فأتاه فأنشده ذلك فرضي، وقال: أما الآن فنعم.
والوعي لدى الناقد فعل إبداع.. نوع إضافة لاانتقاص
إدراك الحالة والواقع والحقائق وفهم التبعات.. فالشعر ليس خيالا محضاً.. ولا هي حلم منفصل عن الواقع.
التعامل مع القصيدة بإنصاف يمكّن من قبولها أو رفضها و تشريحها لتفصيل محتواها والبحث في كمالها ونقصها.. لإنزال المبدعين منازلهم، ومن
حسن وفادة القصيدة أن تستمع لها إلى النهاية، فإذا كان حق الضيف ثلاث ليال، فحق القصيدة ثلاث قرلءات،. فربما سمعت خطأ مرة تصححه في المرة التالية وربما غاب معنى يحضر في المرة الأخرى، وربما غفلت في لحظة تنتبه في اللحظة الثالثة.. فتربط أول القصيدة بآخرها.. وقد تعثر على اسقاطات تاريخية واجتماعية لم تعرفها في المرة الأولى.
ولو ناقشت المبدع وسمعت منه تحليله لمنجزه الإبداعي لكان ذلك إضافة رائعة لتشريحك النقدي، سواء قبلت قوله ام لم تقبله.. ولو تم البحث في مجمل نتاج الشاعر، وفي بيئته ومعاناته.. لانفتحت أبواب أوسع تمكّن من الدخول عبر محاكمة النتاج إلى محاكمة الحالة..ومنها يكون الربط بين بين المنجز وبين البييئة (البعيدة أو القريبة)..
-2-
وها قد مر مايقارب العشرين عاماً على انطلاقة مشاركتي كناقد في برنامج المسابقات الشعرية الأشهر في المنطقة.. ومازال هناك من يستوقفني بين آن وآخر
• هل تسمح لي أن أسألك سؤالا يدور في بالي منذ سنين وأنتظر أن أراك لأسمع منك؟
– تفضل.. على الرحب والسعد
• في حلقة كذا من البرنامج قلت للشاعر فلان كذا وكذا.. ماذا تقصد؟
فأخيًب أمله بجوابي:
الحقيقة أنني لا أذكر هذه الحلقة ولا أذكر ما قلت فيها.. (وأخجل أن أقول له: هل تصدق أنني نسيت الشاعر الذي تتحدث عنه)
تشبّعت من هذه المواقف.. مثلمت تعودت على ذاكرة تخذتني قبل أن تخذل السائلين!
واساني بعض أهل المعرفة: لاتحزن لأنك تنسى.. من مميزات الناقد أحياناً أن ينسى.. لأنه ينسى العبارات والمواقف أما التراكمات والأحاسيس والمحاصيل الثقافية فتبقى في نفسه
وقد واجهت كثيرا ممن يحفظون مقولات الشعراء والأدباء والحكماء.. لكنهم يمتلكون ذائقة تائهة غير قادرة على الفرز، ولاتمتلك رؤيا تجاه العمل الناجح.. والمبدع الناجح.. ولا تعرف الطريق الذي يوصل إلى سلم النجاح الحقيقي في زمن كثرت فيها السلالم المؤدية إلى الشهرة بما فيها سلالم الإسفاف والتفاهة وافتعال الخصومات أو الجرأة على كبار الشخصيات أو سلالم الوصول بالوصولية أو سلالم الوصول عبر الجسد..!!

كاتب له مؤلفات في الشعر والنقد والقصة
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق