مرة أخرى: تُرك الحسين وحيدا!
بقلم: أدهم شرقاوي
| 13 يوليو, 2024
مقالات مشابهة
-
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن...
-
اقتصاد الحرب.. ماذا يعني اقتصاد الحرب؟!
لم يوضح د. مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر ماذا يقصد...
-
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما...
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
مقالات منوعة
بقلم: أدهم شرقاوي
| 13 يوليو, 2024
مرة أخرى: تُرك الحسين وحيدا!
العاشر من شهر الله المحرم يأتي كل عام محمّلا بأمل وغصة ممزوجين معا؛ فيه نستذكر كيف أهلك الله تعالى فرعون وجنده، وأنجى موسى عليه السلام ومن معه، فنعرف أن الله سبحانه يمكن أن يهلك الطغاة وهم في أشد لحظاتهم غطرسة وقوة! ونستذكر الحسين رضي الله عنه، السبط الشهيد، التقي النقي، الذبيح في واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ هذه الأمة!
ولكن العاشر من شهر الله المحرم يأتي علينا هذا العام مختلفا، كأن أحداثه تُعاد أمام أعيننا. ولست معنيّا بأن أنكأ جرحا من التاريخ، ولن أخوض في الأسباب، ولن أرجح بين الروايات.. تكفينا النتيجة التي نتفق عليها جميعا، أن الحسين رضي الله عنه قُتل شهيدا مظلوما!
غزة تشبه الحسين رضي الله عنه كثيرا!
هي أيضا لم تخرج أشِرة ولا بطرة، وإنما خرجت لتدفع الظلم عن نفسها، وتُصلح ما استطاعت في أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم!
غزة تشبه الحسين رضي الله عنه كثيرا!. هي أيضا تُركت وحيدة تذبح على مرأى منا جميعا، وقاتلُها تحيطه جيوشنا من جميع الجهات، ولا تحرك ساكنا!
غزة تشبه الحسين رضي الله عنه كثيرا!. هي أيضا نقية وطاهرة، ولا أحد منا يتّهمها في دينها، ولكن هذا لم يشفع لها أن نقف معها لنمنع شِمْر تل أبيب من قطع رأسها!
غزة تشبه الحسين رضي الله عنه كثيرا!. هي أيضا خُذلت، والخذلان وإن كان لا يضر من كان على الحق، فإن طعمه مر.. الخذلان يضر الخاذل لا المخذول. الحسين رضي الله عنه في الجنة! وغزة مدينة الطائفة الظاهرة على الحق، القاهرة لعدوها، موعودة من النبي صلى الله عليه وسلم بخذلان إخوتها لها، ومبشَّرة منه بأن هذا الخذلان لن يضرها، وأنها باقية حتى يأتيها أمر الله وهي كذلك، ولكن الخاذل باء بإثم خذلانها!
غزة تشبه الحسين رضي الله عنه كثيرا!. هي أيضا تقتل وهي جائعة وعطشى!. عظام صدور أطفالها بارزة من الجوع، وحناجر شيوخها جافة من العطش، وأمعاء نسائها خاوية!
غزة تشبه الحسين رضي الله عنه كثيرا!. لها قضية عادلة، وهدف نبيل، وسعي مشكور، وجهاد مبرور.. ولكنها تعلمت الدرس من الحسين رضي الله عنه، فما دار في خلده أن يُترك وحيدا، فضلا عن أن يُقتل!
عرفت غزة أن عدالة القضايا لا تعصم من الخذلان، وأن الذي حدث في التاريخ مرة يمكن أن يحدث مرة أخرى؛ لهذا لم تخرج بثيابها، وإنما خرجت بسيفها!
وحين غلب على ظنها – الذي صار يقينا الآن- أن جيوشنا لن تنصرها، كان لها جيشها الخاص، وكتائب عزها. وحين عرفت أن الحر يمكن أن يقتل أيضا، اختارت أن تموت واقفة على قدميها، وأن تكون ندّا، وأن تَقتل كما تُقتل، سواء بسواء، وصاعا بصاع.. فالسلام على القسام البارحة واليوم وغدا وحتى قيام الساعة!
فاللهم مهلك فرعون صبيحة العاشر من شهرك المحرم، أهلك الطغاة الذين يقتلون أهل غزة، والطغاة الذي يتآمرون معهم!
واللهم منجي موسى عليه السلام، أنجِ أهل غزة من فراعنة العصر!
واللهم كاتب الحسين رضي الله عنه وأخيه في سادة شهداء أهل الجنة، اجعل أهل غزة معهم، ففي كل بقعة من غزة كربلاء!
لا أضعُ حرف الدال قبل اسمي، أنا من الذين تكفيهم أسماؤهم!
جاهل وإن بدوتُ عكس ذلك،
عاصٍ وإن كان في كلامي رائحة التقوى،
وعلى ما فِيَّ من نقصٍ أُحاولُ أن أدُلَّ الناس على الله، أُحاولُ فقط!
6 التعليقات
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران
تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم
عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...
ابدعت يا استاذ ادهم .. اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا .. و ارزقنا سهم من أسهم النصر و التحرير .. و الشهادة علي ابواب الأقصى الكريم 🤲🏻
﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾
استودعنا الله غزة العزة الحبيبة الطاهرة.
السلام على غزة وأهلها ومقاومتها وأطفالها وشيوخها وشبابها ونسائها ورجالها وأرضها وسمائها وبحرها وهوائها.
والسلام على قسامنا الحبيب ومقاومتنا العظيمة ومجاهدينا الأبرار البارحة واليوم وغداً وحتى قيام الساعة!
والسلام عليك أستاذي القدير وعليهم ورحمة الله وبركاته ورضوانه.
تعليق وربط رائع تقبل الله منكم
اللهم أذق أهل غزة حلاوة الجبر بعد مرارة الصبر،
اللهم أطعمهم من ثمار الجنة، و اسقهم من حوض النبي محمد صلّى الله عليه وسلم،
اللهم ارزقهم فرحة تنسيهم قسوة هذه الأيام الثقيلة، وسعادة تجدد الحياة في قلوبهم المكلومة !!
اللهم بردا وسلاما على أهل غزة.
سلام على كربلاء… سلام على غزة الإباء
مقال رائع دكتور
مقال رائع
لو كنت كاتبه لاسميته اسما آخر:
ما أشبه غزة وأهلها بآل البيت الذين خرجوا مع الحسين إلى كربلاء