شاعر متلبس بالجريمة!
بقلم: علي المسعودي
| 21 يوليو, 2024
مقالات مشابهة
-
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن...
-
اقتصاد الحرب.. ماذا يعني اقتصاد الحرب؟!
لم يوضح د. مصطفى مدبولي رئيس وزراء مصر ماذا يقصد...
-
انصروا المرابطين أو تهيؤوا للموت!
في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير: عندما...
-
يوميات بائع كتب عربي في إسطنبول (4)
نساء يقرأن الروايات وحكايات عن الكتب الأكثر...
-
لينينغراد وغزة: بين جنون العظمة وتطلعات الحرية
هتلر، المنتحر، المندحر والمهزوم، دخل التاريخ...
-
التواضع في القرآن الكريم .. قيمة أخلاقية تقود إلى الرفعة في الدنيا والآخرة
التواضع من القيم الأخلاقية العليا التي يحضّ...
مقالات منوعة
بقلم: علي المسعودي
| 21 يوليو, 2024
شاعر متلبس بالجريمة!
لمعت عينا نزار قباني وهو يعيد قراءة رائعة “عمر أبو ريشة”:
وثبت تَسـتقـربُ النجـم مجالا
وتهادت تسحبُ الذيلَ اختيالا
الفكرة عجيبة.. السيناريو رائع وتنقصه بعض التفاصيل.. رجل عربي تخطف نظره فتاة ساحرة تقفز جمالاً وتيهاً.. وجه وجسد وروح في حاجة إلى تعريف جديد.. فكلمة “جمال” لا تكفيها
طـلـعــةٌ ريّــا وشـيءٌ بـاهــرٌ
أجمالٌ؟ جلّ أن يسمى جمالا!
يستوقفها ليسألها: من أي البلاد هي؟
قـلـتُ يا حسـناءُ مَـن أنتِ ومِن
أيّ دوحٍ أفرع الغصن وطالا؟
فَــرَنـت شــامـخـةً أحـســبـهــا
فـوق أنـسـاب الـبـرايا تتعـالى
عمر أبو ريشة تميّز بالقصة القصيدة.. ونزار يحتدم غيظاً من هذه الصفة التي خطفها قبله الشاعر الحلبي، والذي سبقه أيضاً في الشعر والعمل الدبلوماسي والحسناوات!
تجيب تلك الفاتنة:
وأجـابـت: أنــا مـن أنــدلـــسٍ
جـنـةِ الـدنـيـا سـهـولاً وجـبالا
وجـدودي، ألـمح الدهـرُ على
ذكرهم يطوي جناحيه جلالا
تلمع الفكرة في عقل نزار.. سيضع يده على فم الفتاة حتى لاتصرخ، ويربط عينيها.. ثم يركض بها بعيداً..
سيدخلها غرفة العمليات، ليجري لها جراحة تجميلية لايستطيع أحد أن يتعرف عليها بعد ذلك.. ثم يسجلها باسمه مطمئناً..
أبو ريشه لم يحدد لقصيدته مكاناً.. نزار سيفعل ذلك.. سيجعل مسرحها غرناطة، في مدخل الحمراء تحديداً.
سيطيل شعر الأندلسية الفاتنة.
عمر أبو ريشة صمت بعد جوابها، وبلع لوعته.. لكن نزار يقرر أن يسرد تفاصيل الحزن كاملة..
أبوريشه لم يجرؤ على الاقتراب منها، لكن نزار يريد أن يثبت أنه أكثر جاذبية وجسارة.. فيختم بمشهد عناق تختلط فيه رائحة ياسمين دمشق بموشحات الأندلس:
في مدخل الـحـمراء كان لقـاؤنا
مـا أطــيب اللـقــيـا بـلا مـيـعـاد
عـيـنان سوداوان في حجـريهما
تـتــوالــد الأبـعــاد مـن أبـعـــاد
هـل أنـت إسـبـانـيـة؟ سـاءلـتهـا
قالت: وفي غــرناطـة مـيـلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبـعة
في تينـك العـيـنيـن.. بعـد رقاد
وأمــيــة رايــاتـهــا مـرفــوعــة
وجيـادها مـوصــولـة بـجـيــاد
ما أغرب التاريخ كيف أعـادني
لـحفـيـدة ســمراء من أحـفادي
وجـه دمـشــقـي رأيـت خــلالـه
أجـفـان بلـقـيس وجـيــد سـعـاد
هكذا تمت السرقة بذكاء شاعر يعرف كيف يحفر الخندق في طريق المبدعين العابرين.. ليغتالهم في منتصف المسافة، ويستولي على ممتلكاتهم دون أن يتم تقديمه للمحاكمة!!
كاتب له مؤلفات في الشعر والنقد والقصة
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
واشنطن تسعى لمزيد من الشفافية من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران
تتزايد حالة القلق في الإدارة الأمريكية إزاء عدم إطلاعها على تفاصيل العمليات العسكرية الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بالرد المحتمل على إيران. وتأمل واشنطن في تجنب مفاجآت مماثلة لتلك التي واجهتها خلال العمليات الأخيرة في غزة ولبنان. كان من المقرر أن يجتمع وزير الدفاع...
الحالة العامّة للأسرة والمرأة في الجاهليّة قبيل ولادة النبيّ صلى الله عليه وسلم
عند الإطلالة على حالة عموم النساء في المجتمع الجاهليّ، وما اكتنف الأسرة آنذاك، فيمكننا وصف وتقييم الحالة بعبارة واحدة، وهي: انتكاس الفطرة، وتشوّه معنى الرجولة، وغيبوبة الأخلاق. كان الزواج يتمّ على أنواع عدة، كلّها إلا واحدًا يظهر مدى الانحدار القيمي والظلام الأخلاقي،...
ما بعد الاستعمار.. وفتح الجراح القديمة
من الملاحظ أنه في عصرنا، عصر العولمة، نجد أن الثقافات والهويات العربية أصبحت تتعرض لضغوط غير مسبوقة، لكي تكون مغمورة ومنسية ومجهولة، نتيجة الانفتاح الكبير على العالم، وتأثير الثقافة الغربية وغزوها للعقول العربية، لا سيما فئة الشباب؛ فتأثيرات العولمة عميقة ومعقدة...
– [ ] إنها القلادة التي تركتها آخر أميرة أندلسية كانت هذه القلادة مصنوعة من الذهب الخالص ، في داخلها نقوش مزركشة تنساب الأحجار الكريمة بين حناياها وفي آخر الدائرة وضعت يدي ففتح القفل وتفرقت الدائرتان بينهما برزخ لايبغيان ، في قعر الدائرة كانت هناك ورقة تحمل في طياتها سر فتاة عمر وجميلة نزار ذات العينين السوداوين ، تلك التي كانت جديلتها تربط بين الأندلس وشبه الجزيرة العربية ، خصبت يدها بالحناء إيذانا بزفاف أسطوري كانت دعوته التي شمعت بوردة حمراء تحمل في طياتها قصيدة وكلمة ونبض وشغبا كشغب المسعودي دمت بخير أيها الأديب المميز.