أدب.. أم قلة أدب؟
بقلم: علي المسعودي
| 14 نوفمبر, 2024
مقالات مشابهة
-
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي...
-
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح...
-
في موقعة أمستردام.. لم تسلم الجرّة هذه المرة !
تقول العرب في أمثالها: "ما كل مرة تسلم الجرة".....
-
عمر بن عبد العزيز والتجربة الفريدة
حين ظهرت له أطلال المدينة المنورة، أيقن الشاب...
-
هيكل: حكايات من سيرة الأستاذ الكاهن (2)
هيكل والسادات مضت السنوات وابتعد محمد حسنين هيكل...
-
أعرني قلبك يا فتى!
أعرني قلبك يا فتى، فإن الأحداث جسام، والأمور على...
مقالات منوعة
بقلم: علي المسعودي
| 14 نوفمبر, 2024
أدب.. أم قلة أدب؟
يا ويح من يظن أن الأدب إنما هو حديث الشهوة ملفوفًا برداء الفن. كلمة لعلي الطنطاوي رحمه الله، كأنما هي صرخة مستحقة لأدب فج ملأ الأرفف، وشاع في الأذهان وربما حصل على جوائز وتقلّد قلائد التكريم ولم يكن سوى صوراً وقصصاً شهوانية حرفت مسار الهدف النبيل للكلمة.. ودمّرت المعاني الإنسانية التي أوجدت من أجلها اللغة، بوصفها وعاء يختلف شكله باختلاف منتجه.. يعبئه الكاتب أو القائل بأحاسيسه الإنسانية الرفيعة. لكن الوضاعة التي تتغلغل في كل شيء وجدت لها ملاذاً في مُخيّلات بعض الكتاب فأصبحت داء بدل أن تكون دواء.. ومنها ما صار مرضاً عضالاً من الصعب الشفاء منه، خاصة عندما يتلقاه الطلبة في مقاعد الدرس فينشأون نشأة مائلة عن الحق مثل غصن غرسته في الأرضِ مائلاً فكبر على ذلك وصار شجرة كبيرة تسدّ طريق العابرين..
إن (المثقّف) الذي يروّج للأدب الشهواني ويسلّع الفكرة، ويحيد عن الفضائل الكاتب يشبه طبيباً هيأت له الدولة طريق العلم وتكفّلت بمأكله ومشربه وراحته وتعليمه وتوجيهه حتى إذا أمسك بزمام مهنته وارتدى رداء الأطباء بدأ يحقن مرضاه بالسم الذي يقتلهم قتلاً بطيئا.. وهكذا يعمل الأدب الفاسد.. فإنه يفسد المتلقى رويداً رويداً حتى يميت قلبه حتى يرى المنكر صواباً ويعتبر الصواب منكراً، بنفسٍ تتشهى الرذيلة وتستقبح الفضيلة. وقد ذكر القيرواني في عمدته أن الكلام كله كان منثوراً فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم أخلاقها، وطيب أعراقها، وذكر أيامها الصالحة، وأوطانها النازحة، وفرسانها الأمجاد، وسمحائها الأجواد؛ لتهز أنفسها إلى الكرم، وتدل أبناءها على حسن الشيم فتوهموا أعاريض جعلوها موازين الكلام.
وهذا هو هو الهدف الأصيل والحقيقي للأدب، بينما تُطلق اليوم كلمة (أدب) على كل نتاج في مجالات القصة والرواية والشعر والخواطر ومافي فلكها دون النظر إلى محتواه.. إذ أصبح الحكم على اللفظ والسبك لا المحتوى، حتى وإن كان أدب خلاعة ومجون يضرّ بالأمة ويوقع شبابها في مهالك سوء الخلق والتعدّي على الفضائل.. متناسين أنّ التعبير البياني الجميل المؤثر هو وسيلة لاهدف.. فنٌّ يوصل إلى غاية رفيعة، ومتى ماانحرف عن غايتها كان مهلكة وتدميرا.. مثلما تعطي “سيارة فارهة أنيقة” لرجل فيستخدمها لدهس العابرين !
وقد لخّص الرافعي رحمه الله ذلك في قوله: (وإن الأدب مكلف تصحيح النفس الإنسانية في الوجود ونفي التزوير عنها وإخلاصها مما يلتبس بها على تتابع الضرورات، ثم تصحيح الفكرة الإنسانية في الوجود، ونفي الوثنية عن هذه الفكرة، والسمو بها إلى فوق، ثم إلى فوق، ودائماً إلى فوق)
كاتب له مؤلفات في الشعر والنقد والقصة
1 تعليق
إرسال تعليق
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر استجابت لدعوة الرئيس في إصدار حكم، بما مضى. فدائما تذكّرنا القدرات المتواضعة الآن بعهد الرئيس مبارك، فلا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، وكثيرون صار شعارهم "رُبّ يوم بكيت منه، فلما مضى بكيت عليه". ولست من هؤلاء...
السياسة الخارجية للرئيس ترامب تجاه الشرق الأوسط
لم تمرّ إلا ساعات فقط بعد إعلان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نيته تعيين حاكم أركنساس السابق "مايك هاكابي" ليكون سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل وهو المعروف بدعمه منقطع النظير للاستيطان، خاصة في الضفة الغربية التي يعتبرها جزءاً من أرض الميعاد كما يقول،...
“العرب العثمانيون”.. كيف جسّد الإسلام عمومية النظام السياسي لجميع الأعراق؟
خلال زيارتي لنائب مدير جامعة السلطان محمد الفاتح في إسطنبول، البروفيسور المؤرخ زكريا كورشون، كنت أتحدث معه عن آخر إصداراته، فحدثني عن كتابه "العرب العثمانيون"، ومقصد الكتاب تبيان عمومية النظام السياسي في الإسلام لجميع الأعراق والأجناس في ظل الدولة الواحدة . فالإسلام...
مقالة فريدة من أديب أريب أثرى الساحة الأدبية بكل جميل ، لعلها تجد صداها لتعديل انحراف مسار الأدب و الفن . دمت بود أخي الغالي ..