تم إغلاق حسابي إلى الأبد في تطبيق سناب شات، بسبب نشري عدة مقاطع عن غزة.. المقاطع لم تكن تحوي أية مشاهد لسفك الدم، أو قطع الأطراف، أو ماشابه ذلك..

كانت فقط تسلط الضوء على مشاهد التخريب والتشريد والترويع، التي يتعرض لها أهلنا في تلك المنطقة المنكوبة.. لكنها مشاهد ترفض نشرها تطبيقات تأتمر بأمر ملاكها، لتطويع الرأي العام حسبما تشتهي.

فتلك المنصات تملكها جهات ترى أن من حقها امتلاك المجتمعات والبشر لأنها تملك ساحة الإعلام، وتجيد صناعة دعاية قائمة على الخداع والتزييف والاحتكار الذي يسمح بتدفق المعلومات في عالم افتراضي تحكمه أذرعة اليهود، وتضعه في خدمة استعمار معرفي استطاع أن يبني شبكة معلومات عالمية، ويؤسس قاعدة بيانات – لاتقدر بثمن- لاتخلو من ترويع أو ابتزاز، بمشاركة من بعض المليارديرات العرب المدفوعين والمدعومين من جهات ذات نوايا فاسدة.

ألا  يستدعي ذلك من العالم الإسلامي صناعة وسائل إعلام خاصة بها، تواجه هذه الهيمنة الإنجلوساكسونية، وتجعلنا شركاء في هذه المواجهة، لا أن نظل مجرد أتباع وضحايا؟!

ألا تشغل بال المواطن العربي فكرة امتلاك جزء من مساحة الإعلام، كأن يقوم بعض الأثرياء الصالحين بمجابهة هذا المد الإعلامي الخطير باستحداث منصات حرة، تقف في وجه الإعلام الغربي وقدراته الاحتكارية، لتكون شريكة في القرار العالمي؟!

إن صراع العالم اليوم في جانب مهم منه يتركز حول من يمتلك وسائل المعرفة، ووسائل الاتصال القادرة على فرض خياراتها لقولبة الرأي العام.

وبينما نتابع صراعا عالميا بين الأميركيين والصينيين والروس والأوروبيين على من سيمتلك هذه الوسائل..  نضحك حزناً ونحن نرى الكثير من دول هذه المنطقة المهزومة تحتفل سنوياً باستقلالها!!

علي المسعودي

كاتب له مؤلفات في الشعر والنقد والقصة

• تغريدة أوليغارشية
• النوق.. وهدرة الفحل
• كروش وقروش!!
• مكارم الشعر.. وكرم الشاعر