
فن قيادة القلوب
بقلم: علي المسعودي
| 12 أغسطس, 2024

مقالات مشابهة
-
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة...
-
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً...
-
سوريا وثورة نصف قرن
سيسجل التاريخ أن يوم ٨ ديسمبر ٢٠٢٤م يوم مفصلي...
-
خطر الدوغمائية على مآل “الميثاق الغليظ” في المغرب!
يزداد انشغالي فكريًّا ووطنيًّا بما سيثيره مشروع...
-
ماذا عن القرار العباسي بإغلاق مكتب الجزيرة؟!.. يا لك من نتنياهو!
فعلها محمود عباس (أبو مازن)، وأكد عندما فعلها...
-
وقد استجاب القضاء لدعوة الرئيس.. ماذا ينتظر المستأجرون؟!
ذكّرني القول إن المحكمة الدستورية العليا في مصر...
مقالات منوعة
بقلم: علي المسعودي
| 12 أغسطس, 2024
فن قيادة القلوب
القيادة الحقيقية للأبناء هي “قيادة القلوب” لا قيادة الأبدان.. قيادة الرضا لا قيادة الضغط.. قيادة الحب لا قيادة الإرهاب!. ولن نحصل على أفضل ما عند أبنائنا حتى نستميل قلوبهم فيحبونا، فإن أحبونا أطاعونا.
تسألني لماذا؟ لأن العقل لا يسمع.. حتى يسمع القلب.
والتربية “فن”، على الآباء والمربين إتقانه، والإتقان يستلزم الإحاطة بأهداف التربية ووسائلها. ومن أجمل الكتب التي قرأتها في هذا المجال كتاب “اللمسة الإنسانية”، للدكتور محمد بدري.
يقول المؤلف: “أسمِع القلب.. تملك العقل”!.
إذا دعوت صديقا تحبه لتناول العشاء، وأثناء تناول الطعام انسكب كوب اللبن من يده، لا شك أنك ستقول: “لا عليك، أمر عادي، دعني أجففه ، دعني أنظف المكان”.. فلماذا حين يحدث الأمر مع ابنك تُسمعه كلمات من نوع: “مرة أخرى تسكب اللبن!! ألم أقل لك مرارا كن أكثر حرصا! يا لك من غبي، لقد أفسدت المائدة!!”؟
من حق الأبوين ممارسة النقد تجاه أبنائهما، لكن المشكلة أننا أثناء النقد نتجاهل كيان الابن ومشاعره، فالأبناء يمتلكون مشاعر كاملة، ولذا حاجتهم للحب والملاطفة أعظم من حاجة الكبير.
الأبناء هم منحة الله للآباء… والقدرة على رعايتهم بـ”حب” هي الشكر الواجب مقابل هذه المنحة الإلهية.
فالحب يجب أن يشيع دفئا بين الآباء والأبناء، بعكس الكراهية التي تشيع برودة شديدة.. من يبذر الحب في قلوب أبنائه يحولهم إلى جنود يحرسونه، وإلى مظلات تقيه حر الشمس.
“الحب”.. هذا السحر التربوي الذي يجعل الدنيا كلها تُختزل في شخص المحبوب، فيصبح إرضاؤه إرضاءً للدنيا كلها، وإغضابه ومخاصمته.. إغضابا لحميع الدنيا!
والابن الذي ينشأ على المحبّة واحترام المشاعر هو إنسان يضع كل شيء في مكانه الصحيح.. الابن الذي يتلقى كلمات الحب والتقدير من أبويه على ما يقوم به من تنفيذ لأوامرهما، سيقوم بوضع رضا الوالدين فوق كل مطالب النفس والذات، بينما المحروم سيلجأ لفعل يزعجهم حتى يلفت انتباههم، لأنه بحاجة إلى أن يكون محبوبا… ومحبّا أيضا.
سيقول الآباء والأمهات: ومن منا لا يحب أبناءه؟ إنهم أحب شيء لدينا في هذا الوجود !
صحيح، كلنا نحب أبناءنا.. هذه حقيقة، ولكن هل نُشعرهم بهذا الحب؟. فلابد من التصريح لهم بذلك.. “إني أحبك يا بني، وإني فخور بك”.. “إن وجودك في هذه الحياة تجعلها أجمل”.. “حبنا لكم يزيد يوما بعد يوم”.
علاقتنا مع أبنائنا ستتحول إلى متعة حين نتفاعل معهم على أساس احترام المشاعر. والاحترام والحب يعني ببساطة “أن تصبح مسافة الهواء التي تفصل بين جسد الطفل وجسد والديه مملوءة بالدفء، والدفء ليس حالة احتضان دائم للطفل، ولكنه حالة اعتزام نفسي بأن هذا الطفل جدير بحبنا، وأن أخطاءه قابلة للإصلاح.”
ومن الأخطاء الشائعة اعتقاد الآباء أن دليل المحبة هو توفير الحاجيات والملابس والهدايا وما شابه ذلك، بينما الحب الحقيقي الذي نغفله هو تفهم أحاسيسهم وعدم انتقادهم في كل صغيرة وكبيرة.. هذا الحب هو الأساس القوي لشعور الأبناء بالأمن والاستقرار ومن ثم نموهم نموا سليما.
والابن الذي يعيش على عدم احترام المشاعر، يدفعه ذلك للبحث عن أخطاء الآخرين والاستخفاف بمشاعرهم.
فمثلا: عندما يقول الابن شيئا عن نفسه كـ”إنني لست موفقا في مادة الرياضيات”.. في هذه الحالة لا يفيد الأم أو الأب القول: “أنت دائما خائب، أنت لا تفهم شيئا لأنك غبي”؛ وإنّما الأفضل: الرياضيات هذا العام تحتوي بعض المسائل الصعبة.. أنا على ثقة أنك ستبذل ما في وسعك لتكون أفضل.
إن وظيفة “مرآة المشاعر” هي أن تعكس المشاعر كما هي دون تشويه.
وقيادة القلوب تكون عبر الكلمات؛ فهي من أكثر الرسائل التي تساعدنا على توصيل “الحب” لأبنائنا، على ألا تكتسب كلماتنا تأثيرها من ألفاظها التي تصاغ منها بقدر ما تكتسب ذلك التأثير من نسمات الحب التي تهب منها على القلوب.
إن عالم الأطفال عالم غريب، والتأثير فيه يكون عن طريق الدخول إلى هذا العالم… والطريق الذي يوصلنا إليه هو طريق اللطف والرحمة والعطف والحنان والبذل، فالتربية الجافة المعتمدة على الأوامر والنواهي تجمّد ينابيع العطاء في أعماقهم.
فهم يتصرفون طبقا للإشارة العاطفية التي تخرج من قلوبنا..

كاتب له مؤلفات في الشعر والنقد والقصة
تابعنا على حساباتنا
مقالات أخرى
رسالة إلى أمريكا
وقف مراسل شبكة CNN الإخبارية بمنطقة "أيتون" شرقي مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، مرتدياً قناعاً واقياً من الغاز، قام بإزاحته عن وجهه، بعد أن طلبت منه المذيعة في داخل الاستوديو أن يصف لها ما يحدث على الأرض. بعيون دامعة، ووجه شاحب مكفهر، تحدث بأسى عن جحيم مروع، تشهده ولاية...
أما آن للوزيرة الألمانية أن تهمد؟!
أخيراً تحقق لها المراد! فقد صافحت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك الوزيرَ السوري أسعد الشيباني في الرياض، بعد الضجة الكبرى لعدم مصافحة أحمد الشرع لها، والاكتفاء بالترحيب بها بوضع يده مبسوطة إلى صدره! وكما كان عدم المصافحة في دمشق خبرَ الموسم في الإعلام الغربي، فقد...
غزة وجدليَّتا النصر والهزيمة
على مدى ما يقارب ٤٧١ يوماً، وقفت غزة وحيدةً صامدةً تواجه مصيرها، كآخر بقعة تتموضع عليها القضية الفلسطينية، بعد أن تم تدجين العالم العربي كله وصولاً إلى تدجين فلسطين نفسها بقيادة أكثر صهيونية من الصهيونية نفسها، لا هدف لها سوى أن تُنسي الفلسطينيين والعالم كله شيئاً...
0 تعليق