بينما تنهار غزة.. يتم إسكات وإقالة كل من يتحدث عن الأبرياء

بواسطة | ديسمبر 29, 2023

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بواسطة | ديسمبر 29, 2023

بينما تنهار غزة.. يتم إسكات وإقالة كل من يتحدث عن الأبرياء

تتناول هذه المقالة التحديات التي تواجه الأفراد الذين يعارضون العنف ضد المدنيين في سياق الصراع الفلسطيني، حيث يظهر تأثير معارضة هذا العنف على حياتهم المهنية وسمعتهم. يتناول المقال عدة حالات وأمثلة للأفراد الذين واجهوا تحديات بسبب مواقفهم المناهضة للعنف في هذا السياق.

مجرد معارضة العنف بحق المدنيين، كفيل بتعريض حياتك المهنية للخطر، وتشويه سمعتك!

شارك عالم الأحياء الحسابي مايكل آيزن، منشورا ساخرا من موقعThe Onion ، تحت عنوان “انتقاد موجه لسكان غزة لعدم استخدامهم كلمات الاحتضار الأخيرة لإدانة حماس”، وأشاد آيزن بشجاعةThe Onion ، وموقفه الأخلاقي، وأدان حماس أيضا؛ لكن هذا المنشور أدى إلى إقالة ذلك العالم اليهودي الأمريكي من منصبه كمحرر لمجلة !”eLife” وأصدر مجلس إدارة المجلة بيانا، جاء فيه “إن نهج آيزن في الإدارة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، في هذه الأوقات المهمة، ضارٌ بتماسك المجتمع الذي نحاول بناءه”.

الرئيس الإسرائيلي وموقفه من الفلسطينيين

  هذه الكوميديا السوداء، التي تجسد حقيقة “موت الفلسطينيين بمبدأ الذنب الجماعي”، أقرها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج، حين أعلن أن “هناك أمة بأكملها مسؤولة عن هذا”. ومنذ أن ردت إسرائيل على فظائع حماس بهجوم شرس، أدى إلى مقتل أكثر من 8000 فلسطيني، كانت هناك محاولة لإسكات وترهيب المتعاطفين مع الفلسطينيين والتضييق عليهم؛ والأمثلة على ذلك كثيرة.

ضغوط على الشخصيات الأدبية وحملات التشهير

عدنية شبلي، الكاتبة الفلسطينية الشهيرة، الحائزة على جائزة LiBeraturpreis الألمانية لعام 2023 عن روايتها “تفاصيل صغيرة”، التي تحكي القصة الحقيقية لجندي إسرائيلي اغتصب وقتل فتاة بدوية فلسطينية في عام 1949.. هذه الكاتبة، بعد بدء الفظائع الحالية أجل المنظمون حفلها بسبب “الحرب التي بدأتها حماس ويعاني منها ملايين الأشخاص في إسرائيل وفلسطين”.

شخصيات أدبية أخرى غير فلسطينية تم استهدافها أيضا.. فاييت ثانه نغويين، تم تأجيل محاضرته في مركز “92nd Street Y” في نيويورك، بعد أن وقَّع على عريضة تطالب “بوضع حد للعنف والدمار في فلسطين”.

الحملة الأمريكية من أجل حقوق الفلسطينيين، تم إلغاء مؤتمرها الضخم في هيوستن، بعد أن وصفت غرفة التجارة اليهودية الأرثوذكسية الحدث بأنه “مؤتمر لمؤيدي حماس”، فيما أشار فندق هيلتون إلى أن “مخاوف أمنية” تسببت بالإلغاء.

النائبة الديمقراطية رشيدة طليب، أول عضوة منتخبة في الكونغرس من أصل فلسطيني على الإطلاق، استُهدفت بحملة تشهير من قبل الجمهوريين، في محاولة لإدانتها بتهمة “النشاط المعادي للسامية” و”التعاطف مع المنظمات الإرهابية”، وكل ذلك ليس له أساس من الصحة. وفي الوقت نفسه، منعت قناة MSNBC ثلاثة من مذيعيها المسلمين من تقديم برامجهم، دون تقديم أي تفسير. ووصفت إدارة الشبكة تغييرات البرامج بأنها “محض صدفة”.

التحديات السياسية والحكومية واستنكار الإلغاء

هنا في بريطانيا، قيل لنا منذ فترة طويلة إن الطلاب “المناصرين لقيم العدالة والمناهضين للتمييز” يشكلون تهديدًا للحرية الأكاديمية؛ لكن لم نسمع أصوات الإدانات لجامعة ليفربول هوب، بعد أن أجلت محاضرة للمؤرخ الإسرائيلي البريطاني آفي شلايم، الذي تحدى عمله الرواية التاريخية الرسمية لإسرائيل! وكانت ذريعة الجامعة أن القرار تم اتخاذه لاعتبارات تتعلق بأمن وسلامة الطلاب والموظفين.

قام حزب العمال بإيقاف آندي ماكدونالد عن العمل لأنه تحدث عن مظاهرة يوم السبت المناهضة للحرب، قائلا: “لن نهدأ حتى تتحقق العدالة، حتى يتمكن جميع الناس، الإسرائيليين والفلسطينيين، بين النهر والبحر من العيش في حرية وسلام”. كان ماكدونالد يعبر ببلاغة عن دعمه الحماسي لحل الدولتين.. ولكن، في حزب العمال برئاسة كير ستارمر، يعتبر هذا المطلب الإنساني بالتعايش السلمي مشينا أخلاقيا، على عكس دعم الصواريخ التي تنهمر على المدنيين، بمن فيهم الأطفال.

النائب المحافظ بول بريستو أُقيل من منصبه لمطالبته بوقف إطلاق النار.. في بريطانيا الحديثة، كل من يعارض المذبحة الجماعية يعتبر خارج نطاق القانون.

لقد فضحت قضية فلسطين نفاق ما يسمى بثقافة الإلغاء.

مجرد معارضة العنف بحق المدنيين، كفيل بتعريض حياتك المهنية للخطر، وتشويه سمعتك، ولهذا الترهيب عواقب مميتة؛ فهو يقوض الضغط الشعبي على حلفاء إسرائيل الغربيين لوقف المذبحة، وإنهاء الاحتلال والاستعمار والفصل العنصري الذي يغذي هذا الكابوس.. والحل بطبيعة الحال ليس الخوف، وإنما التحدث بصوت أعلى من أي وقت مضى.

المصدر: الجارديان

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...