مستقبل نتنياهو السياسي في أيدي وزراء اليمين المتطرف

بواسطة | مايو 20, 2024

مقالات مشابهة

مقالات منوعة

بواسطة | مايو 20, 2024

مستقبل نتنياهو السياسي في أيدي وزراء اليمين المتطرف

الالتصاق بالحلفاء المتطرفين مثل إيتامار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش يبعد رئيس الوزراء عن الجمهور الإسرائيلي

وقف وزير الأمن القومي الإسرائيلي أمام كاميرات التلفزيون للإدلاء ببيان، بعد وقت قصير من مغادرته اجتماعا مع رئيس وزراء البلاد. وقال إيتامار بن غفير متسلحًا بعباراته عن الدعم الإلهي إنه “حذر رئيس الوزراء من أن تدخل إسرائيل في وقف لإطلاق النار.. لا سمح الله”؛ وقال إن بنيامين نتنياهو “وعد بأن إسرائيل ستدخل رفح، وأن الحرب لن تنتهي، ووعد بأنه لن تكون هناك صفقة”.

وبعد يومين فقط من بيانه، دخلت القوات الإسرائيلية ممر فيلادلفيا على الحدود الجنوبية مع مصر، وسيطرت على معبر رفح الحدودي، ورفعت الأعلام الإسرائيلية من المعبر.

تسلسل الحدثين كان كاشفاً.. وفي مواجهة التهديد الذي يشكله سياسي هامشي ومتطرف، أوصله نتنياهو إلى الحكومة، لم يكن من رئيس الوزراء إلا التغاضي، ما يؤكد اعتماده اعتمادًا أعمى على حلفاء الائتلاف اليميني المتطرف مثل بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش. ويُنظر إلى الاثنين على نطاق واسع على أنهما يمسكان بمستقبل نتنياهو السياسي في أيديهما؛ ورغم أن نتنياهو قد يتمكن من النجاة حال انسحابهما من ائتلافه بسبب اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس أو الفشل في شن هجوم واسع النطاق على رفح، فإن سياسات اليمين الإسرائيلي تهدده بطرق أكثر فاعلية.

خلال الحرب، أدى الموقف المتشدد لبن غفير على وجه الخصوص إلى توسيع الدعم لسياسته المتطرفة، ما اجتذب البعض على يمين حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو.

في عام 2015، تمت تبرئة بن غفير من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية من تهمة التحريض على العنصرية ودعم جماعة إرهابية (حزب كاخ المحظور بزعامة مئير كاهانا)، في أعقاب مقتل أفراد من عائلة دوابشة الفلسطينية في هجوم حدث فيه حريق متعمد على قرية في الضفة الغربية، وتم تصويره وهو حاضر في حفل زفاف مستوطن متطرف مع الناشط المناهض للعرب بنتزي، المدرج الآن على قائمة العقوبات جوبشتاين. وفي اللقطات، يمكن رؤية الضيوف وهم يطعنون علي دوابشة، وهو طفل صغير توفي أثناء الهجوم، ويلوحون بالبنادق والقنابل الحارقة ويغنون.. نتنياهو، الذي وصف الصور بـ”الصادمة”، أعطى بن غفير في وقت لاحق حقيبة وزارية مسؤولة عن الشرطة الإسرائيلية.

لقد أصبح الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للضفة الغربية أكثر تطرفًا من أي وقت مضى تحت تأثير بن غفير وسموتريتش، ما أدى إلى جولة متصاعدة من العقوبات الدولية ضد المتورطين في العنف من المستوطنين.

وتم اعتقال سموتريتش في عام 2005، مع ثلاثة آخرين، أثناء إخلاء إسرائيل لمستوطنات غزة من قبل جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) للاشتباه بممارسة الإرهاب، ورغم ذلك تم إطلاق سراحه بعد ثلاثة أسابيع دون توجيه اتهامات إليه؛ وقد افتخر بفعله وذكر أن النظام القضائي الإسرائيلي يجب أن يستند إلى قانون التوراة.

خلال الأشهر السبعة من الحرب في غزة، اتخذ بن غفير وسموتريتش المواقف الأكثر تشددا.. ووفقا لتقارير في وسائل الإعلام العبرية الشهر الماضي، طالب بن غفير رئيسَ الأركان الإسرائيلي في مؤتمر صحفي قائلًا: “لماذا الاعتقالات الكثيرة في غزة؟ ألا يمكنك قتل البعض؟ هل تريد أن تخبرني أنهم جميعا استسلموا؟ ماذا نفعل بهذا العدد الكبير من المعتقلين؟ إنه أمر خطير بالنسبة للجنود”.

ما يبدو واضحاً على نحو متزايد هو أن نتنياهو في رضوخه لأوامر اليمين المتطرف، بما في ذلك ما يتعلق برفح ووقف إطلاق النار، يصبح على نحو متزايد خارج المسار مع غالبية الإسرائيليين. وقد أظهرت سلسلة من استطلاعات الرأي في الأيام الأخيرة، بما في ذلك التي لمعهد الديمقراطية الإسرائيلي، أن 56% من الجمهور اليهودي يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن يجب أن يكون له الأولوية القصوى، مقارنة بالثلث الذين يعتقدون أن التركيز الرئيسي للحكومة ينبغي أن يكون للهجوم على رفح.

ويكشف استطلاع للرأي أجرته القناة 13 الإسرائيلية وضعًا مماثلًا من التشكك بين الرأي العام الإسرائيلي، حيث يعتقد 52% أن عملية رفح لن تحقق النصر على حماس، مقارنة بـ 30% يعتقدون أنها ستحقق النصر. ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو استطلاع للرأي أجرته صحيفة إسرائيل هايوم اليمينية، أظهر أن 28% يعتقدون أن “صورة النصر المفضلة” ستتمثل في إطلاق سراح الرهائن، في حين اختار 17% صورة تمثل تدمير حماس.

كتب إفرايم غانور في مقال بصحيفة جيروزاليم بوست في وقت سابق من هذا الأسبوع: “حتى نتنياهو، على الرغم من آلاف الاختلافات، يعرف ما يريده معظم الناس.. الإفراج عن الرهائن”. وأضاف: “إنه يعرف أيضًا ما هو مهم وجيد لشعب إسرائيل. ومع ذلك، فهو يطيع بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لأن هذا هو ما يراه نتنياهو جيدًا لشخصه، لأسباب سياسية واضحة وليس لصالح شعب إسرائيل”.

المصدر: الغارديان
تاريخ النشر: 08/05/2024

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابعنا على حساباتنا

مقالات أخرى

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

حرب إسرائيل على أطفال فلسطين

"رأيت أطفالًا محروقين أكثر مما رأيت في حياتي كلها، رأيت أشلاء أطفال ممزقة".. هذه كلمات الدكتور مارك بيرلماتر، طبيب يهودي أمريكي، في شهادته حول العدوان الإسرائيلي على غزة. في مقابلة له على قناة CBS، قدم الدكتور بيرلماتر وصفًا صادمًا لمعاناة أطفال غزة.. الدكتور...

قراءة المزيد
جريمة اسمها التعليم!

جريمة اسمها التعليم!

قالوا قديمًا: "عندما نبني مدرسة، فإننا بذلك نغلق سجنًا".. وذلك لأن المدرسة في رأيهم تنير الفكر، وتغذي العقل، وتقوِّم السلوك؛ وذهب بعضهم إلى قياس تحضر الدول والشعوب بعدد مدارسها وجامعاتها. ومع إيماني الخالص بقيمة العلم وفريضة التعلم، فإنني أقف موقفًا معاديًا تجاه مسألة...

قراءة المزيد
أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

أيُضلُّ الإنسان نفسه أم يُكتب عليه الضلال جبراً؟

لطالما كان اختيار الإنسان لطريق الهداية أو الضلال معضلةً، طرحت الكثير من التساؤلات عن مدى مسؤولية الإنسان نفسه عن ذلك الاختيار في ظل الإيمان بعقيدة القضاء والقدر، وكيف يمكن التوفيق بين مسؤولية الإنسان عن هداه وضلاله، وبين الإرادة والقدرة الإلهية، وما يترتب عليها من...

قراءة المزيد
Loading...